كناقد للكثير من قرارات الإدارة الأمريكية بشأن إيران، أتعاطف مع انتقادات إريك إيدلمان وراي تاكيه حول الاتفاق النووي، ولكنني أعارض الرد الذي يقترحانه وهو: أن يبطل الكونغرس الاتفاق ومن ثم تتفاوض الولايات المتحدة حول التوصل إلى اتفاق أفضل.
هناك حجج جدية تدعو الكونغرس إلى رفض «خطة العمل المشتركة الشاملة»: أولها رفض رمزي، إذا افترضنا أن الكونغرس سيستعمل "الفيتو" لكي يعبّر عن عدم رضاه من سياسة الرئيس أوباما تجاه إيران؛ والثاني رفض قاطع، يتجاوز "الفيتو" ويبطل الاتفاق ويركز احتواء إيران على طرح تهديد عسكري أمريكي أكثر مصداقية، وعلى بناء علاقات إقليمية أكثر متانة.
ولكن يجب على الكونغرس أن لا يبطل الاتفاق، على افتراض أن باستطاعة الولايات المتحدة التوصل إلى صفقة أفضل. والسؤال الذي يطرح نفسه هو، من الذي سيتفاوض [مع إيران] للتوصل إلى صفقة جديدة؟ سوف يكون الرئيس أوباما قد فقد حماسته ومصداقيته،
ولن يكون للإيرانيين استعداد لتقديم تنازلات، كما سيكون المجتمع الدولي قد فقد عزيمته على خوض جولة جديدة من المفاوضات أو حتى على الاستمرار في دعم العقوبات الأمريكية على تجارة النفط الإيرانية. وفي تلك الحالة، لن تبقى للولايات المتحدة أي قيود [تستطيع فرضها] على إيران، باستثناء القيود المحدودة التي تفرضها «خطة العمل المشتركة الشاملة»، وعقوبات متآكلة ودعم دولي محدود جداً إذا كان سيتوجّب استخدام القوة ضد إيران في النهاية.
الكاتب / ابو غريب
المصدر /جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولونتز" في معهد واشنطن".