ملك الاردن واللحظة التاريخية في احتراف العمالة ؟

لاشيء أكثر مدعاة للغثيان من حديث الملوك الذين \" مادخلوا قرية إلا وأفسدوها\" ، عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!


من خيمة على الحدود الأردنية – السورية المفتوحة أمام قطعان الديمقراطية التكفيرية بقيادة جبهة النصرة, أكدّ عاهل المملكة بأنه \"من الواجب علينا كدولة دعم العشائر في شرقي سوريا وغربي العراق، فالعالم يدرك أهمية دور الأردن في حل المشاكل في سوريا والعراق وضمان استقرار وأمن المنطقة\", وأعلن عن نيته بتسليح تلك العشائر!. لقد ارتكب جلالته أحد الأخطاء الشائعة لدى حكام الإعتلال العربي. التحدث بصيغة من يمتلك القرار, متناسين أنهم في أفضل الأحوال, ليسوا أكثر من ظلّ واهٍ لقرار أمريكي. العالم يدرك تماما أهمية دور الأردن في \"الفوضى الخلاقة\" لشرق أوسط صهيوني أمريكي جديد. فالأردن بات مقرا وممرا للجماعات الإرهابية التكفيرية, في حربها ضد الدولة السورية.

الملك الذي أعلن في إحدى مقابلاته بأنه لن يسمح لجبهة العمل الاسلامي التابعة للإخوان المسلمين من اختطاف \"العملية الديمقراطية\" باسم الاسلام, هو نفسه الذي يسمح لكل تكفيري العالم باستخدام أراضي مملكته لاختطاف الدولة السورية باسم الاسلام أيضاً.

الملك الذي لم يتحمل خبر حرق مواطن واحد, فقاد بنفسه! سربا من طائرات حربية ليقصف مواقع لداعش. هو نفسه من وضع المملكة في خدمة التيارات الإرهابية وعلى رأسها جبهة النصرة التي تحرق الشعب السورية .

ولكن لماذا سيدعم شرقي سوريا وغربي العراق تحديداً!؟ ثمة حلم قديم, ايقظته رياح الفوضى الاقليمية والخرائط الجديدة!.

بعد عشرة رسائل تبادلها مع المندوب السامي للامبراطورية البريطانية \"مكماهون\" , أعلن الشريف حسين الثورة العربية الكبرى في (10 حزيران 1916). كان يحلم بمملكة عربية واحدة على بلاد الشام والعراق والجزيرة العربية، يكون فيها ملكا وخليفة للمسلمين. دون أن يعلم بأن بريطانية قد أنهت لتوها معاهدة (سايكس-بيكو) (16 ايار 1916)، والتي تقاسمت من خلالها بلاد الشام والعراق مع فرنسا. كان لا يزال مستمرا في ثورته، بينما كانت بريطانيا تنظر بعين العطف لإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين (وعد بلفور). مع نهاية الحرب العالمية الأولى، بدأ حلمه يتشظى. في النهاية لم يبق لديه غير منطقة شرق الأردن التي تمّ استثناؤها من وعد بلفور حسب قرار من \"عصابة\" الأمم ، لتصبح هذه الإمارة ملجأه الأخير حينما تخلت عنه الإمبراطورية مرة أخرى، بينما كان \"آل سعود\" يجتاح الحجاز. وهناك فارق الحياة ودفن في القدس.

يعتقد الملك الأردني بأن اللحظة التاريخية مؤاتية, رياح الفوضى الخلاقة تجتاح دول الجوار, ثمة وثائق عن إعادة تقسيم المنطقة وفق خرائط جديدة, فلم لا يتوسع الأردن شرقا وغربا وتكون المملكة العربية الهاشمية على أراضي الأردن وشرق سوريا و غرب العراق. مملكة كهذه ستكون وطنا بديلا للفلسطينيين مما يعني إنهاء القضية الفلسطينية, وستزيد من طوق الحماية حول الكيان الصهيوني، فمعاهدة السلام مع اسرائيل بالنسبة له خط أحمر .فماذا يريد العالم \"الذي يدرك أهمية دور الأردن في حل المشاكل\" أكثر من هذا!؟

هناك قناعة راسخة لدى الكثيرين بأن الملك الأردني كان تاريخيا, خنجرا في ظهر الأمة العربية. وأنه كان دائما في خدمة المشروع الصهيوني. حتى أن السناتور الجمهوري جون ماكين أعلن بأن الملك عبد الله ووالده قدما خدمة هائلة للأمريكيين, وهو يقول : \" إن دولا كثيرة ساعدتنا, لكن ليس كما فعل الأردن!\". كذلك يرى الاسرائيليون والخليجيون بأنه رجل لا يعوض!

اعتقد بأن على جلالته الإقلاع فورا عن متابعة مسلسل الخيال العلمي \"ستار تريك\", الذي أدمن عليه إلى درجة أدائه مشهدا من سبع ثوان في إحدى حلقاته, ودون أن ينطق بكلمة واحدة!. وكذلك عليه التوقف في حال صحة الأخبار عن تعلقه الشديد بطاولات القمار. فالمرحلة مصيرية وتتطلب تضحيات كبرى!. وبعد ذلك يمكنه أن يعود إلى الواقع, ويستعيد ذكرى جده ليعرف قبل فوات الآوان كيف تفكر \"الامبراطوريات\"!.

الكاتب / سامر عبد الكريم منصور

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم