مشاعر الخيبة وملامح التأزم بين القاهرة والرياض والحرب الاعلامية ؟


حديث الصحافة المصرية عن "مشاكل" الرياض وتحولها باتجاه حماس واتهامها بتقوية الإخوان، ورد الكتاب السعوديين "بانحراف القاهرة تجاه طهران" و"ولوغ" السيسي في دماء المواطنين؛ يعكس اتساع الشقاق بين الجانبين بعد شعور كل منهما بالخيبة تجاه الآخر.

ما تتحاشى القاهرة والرياض الحديث عنه ولو همسا ينقله كبار الكتاب والصحفيين إلى العلن، مما يدل على توتر علاقات الجانبين، وسط جملة من المخاوف والهواجس تتجاوز الداخل المصري إلى القضايا المحورية في الإقليم.

فبينما تنكر الخارجية المصرية حصول أي توتر في العلاقة مع السعودية، يوغل كتاب مقربون من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتقاد الرياض ووصفها "بالعمى" السياسي، واتهامها باتخاذ خطوات "مريبة" نحو تقوية شوكة الإرهاب.

وفي الوقت الذي تتجنب فيه السعودية الرسمية التعليق على تمادي الإعلام المصري في "سلخها"، يتصدى كتابها لهذه الموجة بوصف نظام السيسي بالتخبط ونكران جميل الرياض التي دعمت انقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013 بتحالفاتها وملياراتها.

وفي ظل إحجام الدبلوماسيين عن تناول الأزمة وتركها "لعبث الصحفيين"، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بالتغريدات والتدوينات عن انهيار الحلف السعودي المصري، وخيبة أمل كل طرف من الآخر.

وينطلق الجدل الإلكتروني من مواقف باتت شبه مسلمة، ولم يعد يعقل معها إنكار أن العلاقة بين السعودية ومصر تجاوزت حد التوتر إلى مستوى الفجوة، حتى إن القاهرة تشرّق تلقائيا عندما تغرّب الرياض.

ففي الوقت الذي تقود فيه السعودية حربا ضد إجهاض الشرعية في اليمن، يهبط الحوثيون مصر ويجرون محادثات ولقاءات تناقض ما يقال عن محورية القاهرة في عمليات عاصفة الحزم.

وعندما عبرت السعودية عن مخاوفها العميقة من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، قيل إن مصر التحقت باكرا بركب المهللين والمهنئين.

 مشاعر الخيبة وملامح التأزم بين القاهرة والرياض والحرب الاعلامية ؟

أنقرة والدوحة !

وفي حين يستميت نظام السيسي خلف مشروع اجتثاث الإسلام السياسي؛ تمد الرياض بسببٍ لقوى إقليمية لها وجهة نظر مغايرة تماما، فتستطيب التنسيق مع أنقرة والدوحة، وتستضيف زعيم المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.

ووسط هذا الانشطار الكلي، يأتي مقال رئيس تحرير جريدة الأهرام الرسمية محمد عبد الهادي علاّم، حيث كتب أن طهران انتصرت باتفاقها مع الغرب بينما "ارتعدت عواصم ظنت يوما أنها تملك رسم خريطة المنطقة بأموالها والمليشيات التي تدعمها"، في إشارة على ما يبدو إلى السعودية وبعض دول الخليج.

ولم يتوقف علام عند هذا الحد، بل قال إن التعامل مع حماس واستقبال قادتها في عواصم عربية لا يخدم سوى المشروع الأميركي الصهيوني الذي ينشر الفوضى في الإقليم، محذرا من أن الخطوة تأتي في سياق تقوية شوكة الإخوان المسلمين، ومشيدا "بمواقف الإمارات الصلبة الرافضة" لهذه التوجهات.

وتعليقا على مقال علام، غرد الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة بالقول إن "تباين المواقف بين مصر والسعودية لم يعد خافيا، لكن القطيعة غير واردة"، وفق تقديره.

أما الكاتب السعودي الدكتور محمد النجيمي، فرد على رئيس تحرير الأهرام بالتقليل من شأن نظام السيسي و"عبطية" التحالف معه، قائلا إن "من يقتل شعبه لا ينفع غيره، ومن فشل في سيناء لا ينجح في غيرها، ومن ترك الجيش في الشارع لا يفلح".

ويأتي المقال "الناري" لرئيس تحرير الأهرام بعد أيام قليلة من حديث الصحفي المخضرم محمد حسنين هيكل عما يراه عجز السعودية ودول الخليج عن اللحاق بإيران، وعن تورط الرياض في مأزق لا أفق للخلاص منه، وفق تقديره.

 مشاعر الخيبة وملامح التأزم بين القاهرة والرياض والحرب الاعلامية ؟

صراع أجنحة !

وقد قال هيكل في حوار مع السفير اللبنانية إن "السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأميركيين".

وتحدث عما يسميه أزمة في القيادة والجيش السعوديين، وخلص إلى أنه لا توجد بدائل للبرجوازية الناشئة سوى استمرار صراع أجنحة النظام، وفق تصوره.

وتعقيبا على هذا الحديث، قال المدون سامي كمال الدين إن السيسي يلعب بالسعودية، وكلّف هيكل بمهاجمتها عبر وسيلة إعلام لبنانية حتى لا يحسب عليه.

وبدوره، استغرب الدبلوماسي الجزائري السابق العربي زيتوت من ضيق بعض المدونين بما قاله هيكل، بينما "لم ينزعجوا مما فعله سيد هيكل من قتل مصر والمصريين بالرز الخليجي وما خفي أعظم".

وفي تلميح إلى أن هيكل لا ينطق إلا عن هوى السلطة، قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي إن الرجل ليس "خرفا بل بكامل وعيه ويجلس إليه كبار المسؤولين بمصر يسألونه ويوجههم وينصحهم، وله برنامج تلفزيوني مع لميس الحديدي يتحدث فيه بالساعات".

أما المدون رياض الأحمدي، فقال إن تصريحات هيكل مهمة حتى وإن كانت لا تروق للبعض ممن لا يريدون سماع ما لا يعجبهم، وفق تصوره.

وخلافا للتدوينات والمقالات المتوزعة بين فسطاطي الشجب والتأييد، رأى الكاتب الناصري عبد الله السناري أن نفي السعودية ومصر تأزم علاقاتهما أكبر دليل على دخولهما في منعطف حرج.

ويخلص السناري في مقال له بالشروق المصرية إلى أن الثغرات بين الجانبين باتت أوسع من إمكانية تجاهلها، "وأن الأزمات المكتومة مرشحة للانفجار ما لم يتم الاعتراف بها والعمل على نزع فتائلها".

الكاتب / فرحات ابو محمد
المصدر : الجزيرة

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم