جزر القمر تريدهم، والكويت تريد التخلص منهم. يرفضهم بلد آسيوي ويرحب بهم بلد إفريقي، لكن ما الذي يجمع الكويت بجرز القمر؟ مغردون يقولون: سقف الجامعة العربية وصفقة مغرية تلمع ذهبا.
فقد عرضت حكومة جزر القمر الجنسية على 110 ألف شخص من "البِدون" في الكويت، ليصبح اسمهم "قمريون" يعيشون في الكويت. مع فارق ليس بسيطا: معظمهم لم يسمع بهذا البلد من قبل.
وكانت مصر أيضا عرضت على البدون مقترحا مغريا: الحصول على الجنسية المصرية مقابل إيداعات بنكية تتراوح بين 250 ألف و700 ألف دولار.
رفض "غير محددي الجنسية" المقترحين، وهددوا باللجوء إلى المؤسسات الدولية بسبب رفض الحكومة الكويتية منحهم جنسيتها.
وقال رئيس تجمع الكويتيين البدون أحمد التميمي في تصريحات إن البدون يتجهون إلى الهيئات الدولية لمقاضاة الكويت إذا مضت في اتفاقها مع جزر القمر.
من هم؟
البدون أهل البادية الذين تحولوا بعد ظهور النفط في الكويت من "كويتيين" إلى "كويتيين من البادية" إلى "غير كويتيين" إلى "غير محددي الجنسية" إلى "مقيمين بصورة غير قانونية"، حسبما تقول مصادر من البدون.
يقولون إنهم أشخاص ولدوا وترعرعوا على أرض الكويت ولم يغادروها يوما في حياتهم، لكن السلطات الرسمية تعتبرهم أشخاصا مقيمين بصورة غير مشروعة أو غير محددي الجنسية.
وقد تعقدت وضعية هؤلاء إبان فترة الغزو العراقي للكويت سنة 1990 عندما وقفت فئة قليلة من البدون إلى جانب قوات صدام حسين، في الوقت الذي اختارت فيه فئة أخرى حمل السلاح للدفاع عن الكويت أو مغادرة البلاد إلى السعودية مع بقية الكويتيين، وقد تسبب ذلك في اتهام البدون داخل الكويت بعدم الولاء للبلاد.
"عنصرية طائفية"؟
ويعتقد بعض نشطاء حقوق الإنسان أن الكويت تمارس نوعا من "العنصرية الطائفية" إزاء البدون لأن بعضهم يتبع المذهب الشيعي، وهو أمر يفزع الحكومات الخليجية بشكل عام.
وتشهد البحرين توترا سياسيا غير مسبوق بعد الربيع العربي بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية الحاكمة. ويتهم الشيعة السلطات البحرينية بتجنيس السنة وسحب جنسيات الشيعة المعارضين.
للإشارة فإن عدد البدون يقدر بـ 110 آلاف شخص، في حين تؤكد الحكومة الكويتية أن ثلث هؤلاء فقط يحق لهم الحصول على الجنسية.
وقال مساعد وكيل وزارة الداخلية الكويتية مازن الجراح في تصريحات صحافية، إن البدون سيحصلون على استمارات لطلب المواطنة الاقتصادية لجزر القمر، تسمح لهم بالإقامة في الكويت والاستفادة من التعليم المجاني والرعاية الصحية والحق في العمل.
غير أن رئيس تجمع الكويتيين البدون أحمد التميمي قال إنهم يعتزمون التوجه في شهر كانون الثاني/ يناير إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف لتسجيل شكوى ضد الكويت.
وأطلق مغردون هاشتاغ #البدون_إلى_جزر_القمر للسخرية من القرار، بينما عبر البعض عن امتعاضه للمحاولات المتكررة للسطات للتخلص من "جزء من مواطنيها".
مشاركة الكاتب / بدر الاحمدي
المصدر / راديو سوا