أثار موضوع تمويل الامارات العربية المتحدة الحرب على غزة واعتداؤها على الشعب الليبي الشقيق على مدى الأيام الماضية تعليقات واسعة في مختلف وسائل الاعلام العالمية .في بداية الخبر لم اصدق المعلومة بسبب أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعهد بأن تتعامل بلده مع إسرائيل في المجالات كافة بشرط توقيع اتفاقية سلام من جمة ومن جهة كون ليبيا دولة عربية . و التراجع عن التعهد عند المسلم خيانة كما هو معروف عند العربي الأصيل . في حقيقة الأمر ، لا يمكن الجزم في مدى تورط الامارات في هذه الجريمة دون فحص و نظر دقيق في مدى مصداقية مصادر المعلومات التي نعتمد عليها في بناء مواقف لها تداعيات خطيرة على اتجاهات الراي العام ، لكن مما لا شك فيه ان الامارات لا تبدو مكترثة لما يحدث لغزة وليبيا لعداوتها للحركات الاسلامية ، و كل ما يهم حكام الامارات هو عروشهم...
المهم لقد اصبت بالدوار عندما سمعت في التليفزيون الإسرائيلي عن تفاصيل اللقاء الذي ضمّ وزير الخارجية الإماراتي بنظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان .
إذ قالت إن اللقاء بحثَ خطّة القضاء على حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بتمويل من الإمارات، مؤكدة أن أبو ظبي كانت تعلم بتفاصيل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قبل وقوعه، وأنه جزء من خطة إضعاف حماس للقضاء عليها .
وما اذهلني أكثر هو عندما سمعت إن اتصالات سرية جرت في الآونة الأخيرة بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وإن اللقاء الذي جرى بين وزيري خارجية الطرفين، في العاصمة الفرنسية باريس، كان عشية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أطلع ليبرلمان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد على تفاصيل عملية «الجرف الصامد». الحقيقة الواضحة تماما هي أن الحروب بين العرب واسرائيل فتحت عيون الشعوب العربية على واقع لا يمكن تجاهله ، وهو ان التحرك الاسرائيلي في أي حرب مع العرب لابد ان يكون بالتنسيق مع بعض الدول العربية!!!! .
أليس غريبا وعجيبا أن نسمع هذا الكلام عن الامارات العربية المتحدة التي كنا نعتقد انها اقتربت من القضاء على التخلف الانساني . . وصدفة نجدها في ادنى درجات التخلف والانحطاط ، مغرورة وهي في حاجة الى من يعطف عليها – أليس غريبا وعجيبا أن تمول الامارات العربية المتحدة العدو الصهيوني
ليرتكب المذابح الجماعية و الجرائم الفظيعة النادر المثل في تاريخ !
البشرية الحديث ؟ - أليس غريبا وعجيبا أن يكون مأساة الشعب الليبي على يد \" عربي \" أليس غريبا وعجيبا أن المسؤولين في الامارات الذين يتزينون بزي الاسلام ، ويرتكبون جرائم ضد المسلمين .الحقيقة التي يجب ان يعرفها هؤلاء انهم مهما فعلوا بالشعب الفلسطيني والليبي ، مهما دفعوا لقتلهما ، مهما خربت اسرائيل والامارات ، ستظل غزة وطرابلس عزة العرب وكرامته . فغزة المدينة خلقت لتعيش ، لا تموت إنها باقية وهم الراحلون والذاهبون ، وان الحياة لن تهجرها مهما دفعت الامارات العربية المتحدة من اموال للعدو الصهيوني وخربت في ليبيا .رباه ، رباه ، رباه لا تدعهم يعيشون نشوة الانتصار .. انها صرخت يجب ان تدوي في أذن كل عربي . سئمت الكلمات وملت العبارات وتهاوت الصفحات ! آيلتك الشعارات الي تملء الأمارات ، آيلتك الادعاءات . لقد اصبح التعاون مع العدو نضالا والتخابر على الأخ تقدما . مشكلة محمد بن راشد أنه بعد أن انتهى من مشارعيه الخالية في الامارات ، أصبح يريد في الفترة الأخيرة تجاوز لعب دور المشاهد من نافذة أمريكا ، الى لعب دور المشارك والصانع في منطقة حساسة . لكنه اختار اسوأ توقيت للعب هذا الدور ، بسبب ما حققته المقاومة من انتصارات ، وما سيحققه شعب عمر المختار من انتصار في القريب ولذلك سيدفع الثمن غاليا على ما فعل .
مشاركة الكاتب / رابح بوكريش الجزائر