في الاول 《 ... أردوغان ليس نبياً ... 》فأنا أعجب من بعض المتدينيين والمتوسم فيهم الخير - أن يهاجموا اردغان ويحتجون بأنه علماني وأنا اقول لهم :-
أولاً : يجب أن نفرق بين الواجب أن يفعل والممكن فعله ..
ثانياً : أردوغان ورث تركة علمانية جعلت الكفر بتركيا إجبارياً لمدة 70 سنة، وهذا هو الواقع الذي استلم فيه الحكم ..!
ثالثاً : لا يمكن لأي إسلامي في تركيا قبل 10 سنوات أن يعلن عن نفسه وهويته؛ وإلا قيد إلى السجن فاضطر أردوغان أن يعلن أنه علماني - والله سيعامله على حسب نيته .
¤ وفعلا خدم دينه وجعل تركيا تنتقل من الكفر بالإجبار إلى الكفر بالإختيار، ووجد المتدين والمتدينة حريتهم؛ أما اليوم فأردوغان بعدما قطع شوطاً من التمكين - فقد أعلن أنه طالب من طﻻب نجم الدين أربكان - والكل يعلم من هو نجم الدين أربكان ؛ واليوم يفتخر بأنه سيبني المساجد ودور القرآن ، كما بنى المصانع ومراكز البحوث والدراسات والبنية التحتية .
¤ إن أردوغان تعامل مع واقعه بدهاء وذكاء، ونفع دينه وأمته ؛ إنه رجل - عندما تراه في صﻻته - لا تصدق أنه رئيس وزراء ؛ ولديه مشاغل تشغله عن أذكار الصلاة والخشوع فيها ( وبعض المتدينيين تجده فارغاً ولا شغل معه ومع ذلك لا يخشع ولا يذكر و ربما لا يصلي في المسجد )، لهذا جعل الشعب يحبه بل وجعل الشعب لا يستغني عنه ..!
¤ وانا أطمئن المتدينيين - أن أردوغان أكثر تدينا ، وأكثر حبا لﻹسﻻم ، وأكثر غيرة على المسلمين، ولديه إتفاقيات ورثها مع أوروبا وإسرائيل أثقلت كاهله - لكنه يتعامل معها بحكمة ولم يخضع لها بالكلية ، والدليل قطع علاقته بإسرائيل - حتى ترفع حصارها عن غزة ؛ في حين بعض قادتنا المسلمين جداً ،يساعدون اليهود في حصار غزة.
¤ أنا أتحدث بهذا لكثرة إحتكاكي بالقيادات التركية ..! وما يحدثوني به عنه ليس عاطفة أو هوى ..! نجاحه بما قدمه لتركيا من مشاريع عملاقة أوصلها إلى دولة صناعية ؛ وما قدمه لفلسطين والمسلمين في الصين وبورما ومصر وقضايا الأمة - يدل على ما قاله في مهرجان - وأنا كنت حاضراً فيه عندما قال : " نفتخر أننا طﻻب نجم الدين أربكان الذي كان يخطط لخدمة تركيا وحماية المسلمين " ..!
ومن هنا فهو يقود مشروع أمة وبعضنا ما استطاع أن يقود مشروع قرية بل أسرة ..!
¤ و مازال الطريق أمامه طويل - لكنه يسير رغم كل العقبات - وهو يعلم أن الله أمره بالجهاد ؛ ولم يأمره بالنصر - وسياتي جيل أردوغان ليكمل المشوار..!
¤ أقول أني أربأ بأهل الدين - أن ينحازوا إلى الإسرائيليين والعلمانيين - بالهجوم على أردوغان ، ويجب أن يعدلوا حتى مع خصمهم،
وأنا أكثر تعجبا ممن ينصر السيسي القاتل - كرها في الإخوان ، وينصر إسرائيل على حماس كرها في الإخوان ، وينصر العلمانيين في تركيا كرها في الإخوان ، ﻻ أستطيع أن أقول إلا ما قاله ربنا :( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
¤ وأخيراً .. أردوغان ليس نبيا معصوما - لكنه قائد يجب أن يفتخر به كل مسلم يفعل ما بإستطاعته - في حين أن أغلبنا لم يبذل لدينه ربع إستطاعته..!
مشاركة الكاتب / محمد بن ناصر الحزمي