سر التنظيم الذ ابهر العالم الغربي فمن طالبان الى داعش والحقيقة الواقعية ؟

السؤال الكبير في البلدان المغاربية هو : هل تكون اللعنة التي جاء به التنظيم الجديد \" داعش \" الذي من المنتظر ان يكون الطاعون الجديد في المستقبل القريب في بلدان المغرب العربي كبيرة ؟ ! والطرافة المحزنة ، في الحقيقة ، هي إن ظهور تنظيم ”داعش” فرض واقعا جديدا في العالم العربي، إذ هناك خطرا حقيقيا ناميا في الوقت الحاضر من قبل هذه التنظيم . وقد استطاع أن يجعل القاعدة تنظيما هامشيا بالنظر إلى الانتصارات التي حققها في سوريا التي يستولي فيها على مناطق واسعة، أو العراق الذي يبسط فيه سيطرته على 3 محافظات. ففي غياب الحكم الديمقراطي في العالم العربي يصبح ممكنا ظهور مثل هذه الحركات . 


و لا شك انه سوف يكون للشكل الذي تتبلور على اساسه ظهور هذا التنظيم في هذه المرحلة المعقدة من تاريخ الانظمة العربية ، اثر كبير على مستقبل انظمة الحكم في الوطن العربي . والملاحظ ان العمليات الارهابية .. ارتفعت حدته منذ ظهور هذا التنظيم بشكل واضح . ولم تعد العمليات الارهابية ، كما كانت في بداية التسعينيات من هذا القرن ، بل اصبح هذا التنظيم يهدد من يشاء وفي كل مكان ، والحكام العرب اصبحوا لا يستطيعون قفل الابواب التي يأتي منه هذا التنظيم . ويبدو أن أمريكا تعمل على ابقاء البدان العربية مشتعلة ، حتى تبقى طرفا في المعادلة السياسية العربية ... ان أمريكا اذا كانت قد خسرت في حربها في العراق وافغانستان ، فأنها لم تخسر وجودها الفعلي على الأرض .

والأكيد أن امريكا ترغب في ان يستمر هذا الوضع الخطير حتى تحمي اسرائيل من جهة ومن جهة اخرى القدرة على المقايضة اثناء البحث عن حوار مع هذا التنظيم الفاشي . وانطلاقا من ذلك ، ما هي المهمة الكبرى التي سيلعبها عناصر هذا التنظيم مستقبلا في بلدان المغرب العربي بعد سقوطه ؟ .

سر التنظيم الذ ابهر العالم الغربي فمن طالبان الى داعش والحقيقة الواقعية ؟

في رأينا أنه لا بد أولا من محاولة الاجابة : كيف نفسر قيام هذا التنظيم أصلا و ما هو الهدف الجوهري الذي كان من المفروض انجازه على يد تلك الجماعة المتطرفة ؟ في اعتقادنا ان الحلقة المفرغة التي تعيشها الأنظمة العربية \" عزل الجماهير ومنعها من ممارسة أي ضغط يدفع في طريق التقدم \" هي السبب الجوهري الذي دفع بمجموعة من المتطرفين الى مسرح العمل الارهابي . وهذا يذكرنا ما حدث في الجزائر سنوات التسعينات، حيث أن الإرهاب في الجزائر تنامى بشكل كبير بعد عودة الجزائريين الذين كانوا يقاتلون في أفغانستان، بعد أن يكتسبوا خبرات قتالية. ومعنى ذلك ان مستقبل الارهاب في البلدان المغاربية سيكون مرتبطا باتجاهات تنظيم داعش . والسؤال الآن : كيف ستتعامل هذه البلدان مع عناصر هذه المجموعة الخطيرة بعد عودتهم الى بلدانهم ؟

من الواضح أن الاهتمام بهذه القضية حاليا أقل بكثير من الاهتمام بالذين كانوا يقاتلون في أفغانستان . وقد ادى الانتصار الذي حققته هذه المجموعة في العراق وسوريا ، بشكل واضح ، الى تسليط الأضواء بقوة على هذا التنظيم وزادت من الاهتمام العربي والدولي به بعد اعلان الخلافة . لقد أصبح تفعيل الاتحاد المغاربي ضرورة ملحة لمواجهة هذه المجموعة المتطرفة الخطيرة ، وعليه فالتكامل المغاربي أصبح ضرورة فرضتها الظروف الجديدة ، وهذا من أجل رفع الضغوطات التي تواجه كل دولة على حدة من مختلف التنظيمات الارهابية . والحقيقة الواضحة تماما هي : أنه في حالة فشل تكامل هذه البلدان من جديد ، ستصبح الحرب الأهلية بين مختلف القبائل والقوى هي الحاضر الأكبر. حوصلة القول : اذا دخلت عناصر هذه المجموعة الى بلدان المغرب العربي ستغرقها في حمام دم كبير .

مشاركة الكاتب / رابح بوكريش الجزائر

نبذه عن المجلة : wikileaks-alarabia

أدارة مجلة ويكيليكس العربية , تتمنى للجميع قراءة ممتعه متمنية من القارئ و الزائر !! قبل الاستنتاج لابد لك ان تعرف اهداف وتوجهات المجلة فموقعنا كأي موقع اخباري ولكننا نتميز عن غيرنا بعدم حذف الجمل والحروف الناقصة والتي دائما ما تجدها محذوفة في اغلب الصحف الاخبارية والقنوات الاعلامية !!!
«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم