في حرب إسرائيل الأخيرة ضدّ المقاتلين في غزة قبل سنتين، واجهت إسرائيل ضغطًا قويًّا من دول عربية غير صديقة لإنهاء الحرب. لكن هذه المرة، الوضع يختلف"، هكذا افتتحت إحدى الصحف المعتبرة في العالم، نيو يورك تايمز"، في مقالها الخميس، على العداوة بين دول عربية كثيرة وبين حماس.
"الاشمئزاز والخوف لدى الدول العربية فيما يخص الإسلام السياسي قويان جدًا، حتى إنهما يتغلبان على حساسيتها لبنيامين نتنياهو". هذا ما اقتُبس من كلام أهارون ديفيد ميلر في "نيو يورك تايمز"، وهو باحث في معهد ويلسون في واشنطن الذي كان مشاركًا في عدة محاولات وساطة في الشرق الأوسط.
وقال: "لم أر أبدًا وضعًا كهذا، يقبل فيه الكثير من الدول العربية القتل والدمار الدائر في غزة وكذلك ضرب حماس. صمتها، يصم الآذان".
وحسب تقديرات الصحيفة، هذه العداوة هي التي تجعل الدول العربية تجر رجليها نحو الوصول إلى تهدئة للقتال الدائر بين إسرائيل وحماس.
وتتخذ السعودية، والمملكة الأردنية، والإمارات العربية، جانبًا من الموقف المصري وتبارك مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي. ولا تتهم نفس الدول حسب "نيويورك تايمز"، إسرائيل بأي اتهام، وتتطرق فقط لسفك دماء المدنيين الأبرياء، الذين يدفعون ثمن المواجهة العسكرية التي ليس لهم فيها أية مسؤولية.
واتهمت أيضًا جهات مصرية رسمية حماسَ، تصريحا أو تلميحا، بالمسؤولية عن موت الفلسطينيين- حتى عندما أدانت الأمم المتحدة، مثلا، قصف مدارس الأونروا. "علينا مسؤولية تاريخية تجاه الفلسطينيين، قال دبلوماسي مصري رفيع، "حماس ليست غزة، وغزة ليست فلسطين".
"هناك التقاء بين مصالح الحكومات العربية وبين مصالح إسرائيل التقاء واضحًا"، حدّد خالد الجندي، مستشار سابق للمفاوضات مع الفلسطينيين. حسبما يقول، يكاد صراع مصر مع تصاعد الإسلام السياسي في أرضها وصراع إسرائيل مع المسلحين الفلسطينيين يتطابقان.
"تميل كفة الربيع العربي إلى صالح إسرائيل، أكمل المستشار الفلسطيني السابق الجندي، "وذلك لأنها مالت في الماضي للجهة الأخرى. لكني لا أظن أن القصة ستنتهي عند هذه النقطة".
مشاركة الكاتب / سلطان ابو فاتح