كشفت تقارير معلوماتية حصلت ويكيليكس العربية عنها من بعض المقربين للاسرة المالكة عن رغبة العاهل السعودي في التنازل عن الحكم خلال اسابيع او شهور قليلة واستنساخ التجربة القطرية في ظل الازمة الصحية التي صاحبت الملك في السنوات الاخيرة , وبناء على هذه المعلومات المصيرية , تم استدعاء الرئيس الامريكي لبحث الازمة التي يمر بها الملك ومناقشة طريقة نجاح تجربة النموذج القطري التي تمت في مبايعة الامير حمد لابنه في تسلم مراسيم الحكم , هذا وقد ضمنت «البيعة» لمتعب استلام العرش مستقبلا… وعبد الله استرضى الأمراء بالمناصب الكبيرة حتى لايتم اي تلاحم بعد ذلك ,
وذكرت بعض من مصادر مطلعة ان القرار الذي اتخذه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز بتعيين الامير مقرن وليا لولي العهد، يأتي ضمن ترتيبات سيعلن عنها في الفترة القادمة لترتيب مسألة العرش في السعودية.
واضافت المصادر في مجمل حديثها بأن العاهل السعودي سيستنسخ التجربة القطرية، وانه بالفعل اتخذ القرار لكنه لم يحدد بعد موعد الاعلان عن تنازله عن العرش لاخيه سلمان بن عبد العزيز، وتباعا سيكون الامير مقرن وليا للعهد ثم يصعد للعرش، خاصة وان صحة الملك عبدالله لا تسمح له بإدارة شؤون البلاد.
واشارت المصادر الى ان ولي العهد الامير سلمان (79 عاما) يعاني من تدهور في صحته. وقالت مصادر مقربة من دوائر القرار في المملكة ان من المحتمل ان يطلب عدم توليه العرش.
وقالت المصادر ان العاهل السعودي يهدف ايضا من هذه القرارات التي وصفها مراقبون بـ’الجريئة’، لتثبيت ابنه مستقبلا للوصول الى العرش. واكدت المصادر في حديثها ’ بان الملك السعودي طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الامير مقرن وليا للعهد بعد تولي الامير سلمان العرش على ان يحل الامير متعب مكان الامير مقرن نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو امر يضمن وصول متعب للعرش مستقبلا.
كما اضافت المصادر في مجمل حديثها ان الأمير سلمان ‘أصر على تعيين نجله الأمير محمد وزيرا للدفاع′. واضافت المصارد ان العاهل السعودي استرضى اغلب الامراء من خلال تثبيت ابنائهم ايضا، حيث اوضحت المصادر بان هناك تغييرات جذرية ستحدث في اغلب الوزارات ومناصب امراء الامارات في الفترة القادمة.
وقال دبلوماسيون ان الامير مقرن (69 عاما) الذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و 2012 من المقربين جدا من الملك و’محل ثقته’.
التحديث في الخلافة السعودية يهدد بحدوث نزاع قريب في العائلة المالكة حتى بعد ترسيم والقرارات التي صدرت !
تمثل الخلافة في المملكة العربية السعودية مزيج غريب من الأسبقية والمراسيم. ففي السنوات الأخيرة، حاول العاهل السعودي الملك عبد الله عمل الكثير لتنظيم الخلافة، وعلى الأخص من خلال إقامة “هيئة البيعة” المكونة من كبار الأمراء في عام 2006. ولكن المرسوم الملكي الذي صدر في السابع والعشرين من آذار/مارس يقلل أساساً من دور هذه “الهيئة”. وبدلاً من ذلك، “يفرض” على العائلة المالكة التعهد بالولاء للأمير مُقرن كولياً للعهد إذا أصبح ذلك المنصب شاغراً [أي تعيينه ولياً لولي العهد]، أو ملكاً إذا أصبح كل من منصب الملك وولي العهد شاغراً في الوقت نفسه.
ويوضح المرسوم جزئياً عدم اليقين الذي يحيط بالأمير مُقرن منذ تعيينه نائباً ثانياً لرئيس الوزراء في شباط/فبراير 2013. وكان ينظر إلى هذا المنصب سابقاً بأنه “ولي العهد المُنتظر” على الرغم من أنه رسمياً يمكّن فقط لحامل هذا اللقب من ترؤس الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إذا كان الملك (الذي هو أيضاً رئيس الوزراء)، أو ولي العهد (الذي يحمل لقب مزدوج كنائب رئيس الوزراء)، خارج البلاد أو بالأحرى غير متفرّغ.
والأمير مُقرن الذي سيبلغ الحادية والسبعين من عمره هذا العام هو أصغر مَنْ بقي على قيد الحياة من أبناء مؤسس المملكة العاهل الراحل بن سعود، المعروف كذلك بالملك عبد العزيز. فمنذ وفاته عام 1953، انتقل العرش [بالتسلسل] من الأخ الأكبر إلى الأخ الأصغر سناً مع تجاوزعدد قليل فقط من بين أكثر من أربعين ولداً من أبناء ابن سعود، من بينهم خمسة عشر ولداً فقط لا يزالون على قيد الحياة. ومعظمهم مُرضى و/أو واهنين وضعفاء. ولم يعد بإمكان الملك عبد الله، البالغ من العمر 90 عاماً، السير دون أي مساعدة ولكن لا يزال سليم العقل. أما ولي العهد الأمير سلمان، 77 عاماً، فيبدو أنه يواجه صعوبة مؤخراً في التركيز عقلياً، وغالباً ما يتم الإعراب عن بعض الشكوك حول قدرته على أن يصبح ملكاً. وكانت رحلته الأخيرة إلى اليابان لأسباب طبية بصفة أساسية.
ولكن إرتقاء مُقرن في السلطة يتحدى تفاهمات مقبولة حول المؤهلات التي يمكن أن تتوفر في أمراء لكي يصبحوا ملوكاً، لأن الأمير مُقرن هو واحد من العديد من أبناء ابن سعود الذي ليس له نسب القبائل العربية السعودية. ويُشار إلى والدته في كتب التاريخ باسم “بركة اليمانية”، وهو ترتيب داخلي سمح لأن يكون لإبن سعود أكثر من أربع زوجات في آن واحد – العدد المحدد وفقاً لما يتطلبه القانون الإسلامي.
وسيكون أمراً مثيراً للدهشة إذا لم يتم الطعن بالأمير مُقرن حول هذه النقطة، من قبل منافسين في العائلة المالكة يتمتعون بنسب أفضل، على الرغم من أن مثل هذا الخلاف قد لا يكون واضحاً للجمهور. إن مواكبة المظاهر مهمة للعائلة المالكة السعودية. وقد أكمل ولي العهد الأمير سلمان مؤخراً سلسلة محمومة من الزيارات الرسمية لباكستان واليابان والهند وجزر المالديف والصين، وفي اليوم التالي – أي مباشرة بعد عودته – ترأس جلسة لمجلس الوزراء. ونظراً للمخاوف بشأن حالته الصحية، فإن التفسير الأكثر احتمالاً لجدول أعماله المزدحم هو أن أبناءه – إلى جانب أخوته الأشقاء المتبقيين في ما يسمى بزمرة السلطة من “السديريين السبعة” – يضغطون عليه للاحتفاظ بمظهر الملك القادم. إن تعيين الأمير مُقرن يُلقي فعلاً ظلال من الشك حول الاحتمالات السياسية والمالية المستقبلية لكل من الأمير سلمان وهؤلاء الأقارب.
إن التحرك المحتمل التالي في لعبة الشطرنج هذه في العائلة المالكة هي أن يكون للملك عبد الله فريقاً من الأطباء يعلن أن الأمير سلمان غير مؤهل طبياً، الأمر الذي سيسمح بالارتقاء المبكر للأمير مقرن إلى منصب الوريث الواضح. وإذا وضعنا الجينات جانباً، تُقارن مؤهلات مُقرن المهنية بشكل جيد مع الآخرين. فقد تدرب كطيار لطائرات F-15، وشغل منصب رئيس المخابرات في الفترة 2005-2012 وقبل ذلك منصب حاكم مقاطعة. كما يتمتع أيضاً بسمعة كرجل لطيف ونظيف اليدين – من الناحية الدبلوماسية.
وفي الوقت الراهن، من الصعب رؤيته زعيماً لمملكة تعتبر نفسها رئيسة للعالمين الإسلامي والعربي، فضلاً عن تزعمها لدول الطاقة. (إن تحديد أي منافس فوري آخر يمثل تحدياً أيضاً). ومن خلال المرسوم الذي صدر في السابع والعشرين من آذار/مارس، يضمن مُقرن مكاناً له في المحادثات التي ستجري في الثامن والعشرين من آذار/مارس بين الملك عبد الله والرئيس الأمريكي أوباما – وهي مناسبة من شأنها أن ترسخ تعيينه دون تثبيط التكهنات بشأن موعد التحول الكبير المقبل في المملكة والكيفية التي سيحدث فيها ذلك.
تحليلات كثيرة بعد تعيين الأمير مقرن ولياً لولي العهد !
فقد أحدث تعيين الأمير مقرن بن عبدالعزيز في منصبه الجديد المستحدث "ولي ولي العهد" الكثير من التحليلات الخاصة بهذا التعيين. وفق قراءة لحيثيات الأمر الملكي السعودي الذي صدر اليوم بتنصيب الأمير مقرن بن عبدالعزيز وليًا لولي العهد فإن ذلك يمثّل ضماناً لترقّيه في سلم الهرم داخل الأسرة المالكة، كون العادة جرت على أن يختار الملك ولي عهده.
كما يعني التعيين أن الأمير مقرن وفق الظروف الطبيعية سيكون ولياً للعهد على اعتبار أن نظام هيئة البيعة في اختيار ولاية العهد لن يسري عليه مستقبلاً. ويعني كذلك أنه في حالة وصول الأمير سلمان للحكم فإن مقرن سيصبح مباشرة ولياً للعهد، وسيكون الأمير سلمان حينها أول ملك يأتي وولي عهده معه.
كذلك فإنه بهذا التعيين يكون الأمير مقرن أول نائب ثان يضمن طريقه لأن يصبح ولياً للعهد ومن ثم ملكاً بآلية رسمية محددة سلفاً. وكان الديوان الملكي السعودي أعلن أن هيئة البيعة اختارت بأغلبية الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد، وبحسب البيان السعودي فإن أقل من ربع أعضاء هيئة البيعة البالغ عددهم 35 لم يوافقوا على هذا القرار، إلا أن الأغلبية الكبرى وافقت وفق وثيقة ومحضر تم توقيعه.
ويمثّل ذلك أول تفعيل رسمي لنظام هيئة البيعة من ناحية ترتيبات بيت الحكم في المملكة، وبموجبها صار الأمير مقرن بن عبدالعزيز أصغر أبناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة ولياً لولي العهد وأصبح طريقه سالكا في هرم المؤسسة الحاكمة في المملكة.
وهيئة البيعة مؤسسة أنشأها الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز في ديسمبر من العام 2007، وينص نظامها على أن بنودها لا تشمل الملك الحالي وولي عهده آنذاك الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وتعرضت الهيئة لأول اختبار حقيقي لها مع وفاة ولي العهد الأسبق الأمير سلطان، إلا أنه لم يتم العمل بنظامها، وحينها اتخذ الملك عبدالله قراره بتعيين الراحل الأمير نايف وليا للعهد الذي توفي في يونيو من العام 2012، ليخلفه في المنصب شقيقه ولي العهد الحالي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
ونوه الديوان في البيان إلى أن تعيين الأمير مقرن صار نافذاً بمجرد صدور الأمر الملكي، على أن يتولى الأمير مقرن منصب ولاية العهد في حال خلو المنصب مباشرة ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.
ويبلغ الأمير مقرن من العمر 68 عاماً، قضى القسم الأكبر منها متخصصًا في الطيران العسكري، وهو من خريجي علوم الطيران من المملكة المتحدة العام 1968، وكان يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية قبل وبعد تخرجه من بريطانيا حتى العام 1980 عندما تم تعيينه أميراً لمنطقة حائل لمدة 19 عاماً.
ثم انتقل لإدارة منطقة المدينة المنورة حتى العام 2005. وفي عهد الملك عبدالله تنقل الأمير مقرن في غير منصب مهم في الدولة، إذ أخذ على عاتقه أولاً رئاسة الاستخبارات العامة لمدة قاربت الـ7 سنوات، ثم مستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك، قبل أن يصعد إلى منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء.
والأمير مقرن خامس أمير يسمى نائباً لرئيس المجلس بعد أن استحدث المنصب في عهد الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز وحينها كان الملك فهد بن عبدالعزيز نائبًا ثانيًا، ثم تولى المنصب الملك الحالي عبدالله بن عبدالعزيز في عهد الملك خالد بن عبدالعزيز، تلاه الأمير سلطان، ثم الأمير نايف اللذان رحلا قبل أن يتجاوزا منصب ولاية العهد.
والأمير مقرن هو الابن الخامس والثلاثون من الأبناء الذكور لمؤسس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز، وله من الأبناء خمسة عشر.
مشاركة الكاتب الاعلامي / عبدالعزيز الاحمري