ألقي القبض على ثلاثة أشخاص في نهاية الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية. والقاسم المشترك بينهم هو أنهم نشروا فيديوهات تجرؤوا فيها على انتقاد نظام بلدهم وتوجهوا مباشرة إلى الملك عبد الله. وهذه سابقة في المملكة وقد بدأت تثير الجدل.
"أنا مواطن سعودي يتقاضى 1900 ريال [368 يورو] في الشهر". هكذا يبدأ محمد فهد الدوسري الفيديو الذي يتوجه فيه إلى عاهل المملكة العربية السعودية، مخاطبا إياه باسمه ("بالله عليك يا عبد الله بن عبد العزيز") عوض أن يناديه بخادم الحرمين الشريفين كما جرت العادة، ليشتكي حاله وظروف حياته :
وما إن نشر الفيديو على النت حتى تمت مشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي. وأسوة بفهد الدوسري، نشر سعوديان آخران فيديو يقولان فيه إنهما يوافقان تماما على خطاب ابن بلدهما. ودعا كل منهما السعوديين أيضا إلى نشر المزيد من الفيديوهات "كي يصل صوتنا إلى الملك". وخلصا إلى كشف اسمهما وإظهار بطاقة هويتهما.
وقد ألقي القبض على الرجال الثلاثة بين يومي الجمعة والسبت الماضيين. وقد انضم سعودي آخر مقيم في الخارج إلى هذه الحركة بأن نشر خطابا أشد لهجة. وهذه جرأة يبررها العديد من مستخدمي الإنترنت بأن هذا الشخص المغترب لن يتعرض لسوء مثل مواطنيه الآخرين.
فيما عبر وليد أبو الخير ان "هذا دليل على الإحباط أكثر مما هو دليل على الشجاعة"
والاستاذ وليد أبو الخير ناشط في مجال حقوق الإنسان في جدة وهو من أعلن على تويتر عن اعتقال الشباب الثلاثة. فالأشخاص الثلاثة الذين ألقي عليهم القبض ليسوا ناشطين بل من عامة الناس. وقد تتالت تدخلاتهم دون أن يعرفهم أحد. حتى أن كل منهم من منطقة مختلفة. الأمر إذن لا يتعلق بعمل منظم، ولكن بمبادرات فردية. فقد طفح الكيل بالجميع اليوم في المملكة العربية السعودية لدرجة أن الاحتجاج لم يعد حكرا على نخبة المعارضين. ومع ذلك، فهذه الأعمال المعزولة تخيف السلطات ما دامت لا تتردد في اعتقال أشخاص مغمورين تمام.
لقد أعلنا عن اعتقال الرجال الثلاثة يوم السبت بعد أن أبلغت أسرهم عن اختفائهم. واتصلنا بالسلطات لكي نسألها عن مكان احتجازهم وأسباب ذلك، لكنها رفضت الرد علينا.
وقد يصبح هؤلاء الرجال أبطالا لأنهم نشروا فيديوهاتهم مكشوفي الوجوه. لكنني أرى أن هذا دليل على الإحباط أكثر مما هو دليل على الشجاعة. فهم لم يعودوا يهابون السجن. ومع عدد الأشخاص الذين يعتقلون هنا لأسباب بسيطة ومشروعة مثل قيادة السيارة بالنسبة إلى النساء رغم منع ذلك، لم يعد السجن أمرا مخجلا للأسرة مثلما كان في الماضي. وربما لذلك كشفوا عن هوياتهم وأسمائهم الكاملة. إنها طريقة لقول: "لا يهمني ولا أخاف" وطريقة للتمادي أبعد ممن كانوا يعربون عن غضبهم على العائلة المالكة بواسطة أسماء مستعارة على مواقع التواصل الاجتماعي ودون الكشف عن وجوههم.
أرى أن هذا النوع من الفيديوهات سيثير الجدل. وينبغي ألا نرى فيه فشلا للدعوات إلى التظاهر على الأرض [عدة دعوات للتحرك مثل يوم قيادة السيارات للنساء لكن لم يستجب لها أحد . أظن أنه بدل انتظار أن تتحرك الأغلبية، يفضل البعض قول ما يود قوله فورا وبإمكانياته البسيطة التي بين يديه.
مشاركة الكاتب / صالح النفيعي