أثار احتفال بعيد الهالوين في عمان مساء الخميس توترا واسعا في الأردن بعد أن أدى إلى أعمال شغب أحرق خلالها شبان غاضبون جزءا من مكان الاحتفال، وبينما انتقدت جماعة الإخوان المسلمين بشدة "سماح الحكومة وحمايتها" للحفل، آثرت الحكومة الصمت.
وكان نحو ثلاثمائة شاب قد تجمعوا مساء الخميس في أحد المراقص في حي عبدون الراقي للاحتفال بعيد الهالوين وسط حراسة أمنية، وتجمع أكثر من خمسمائة آخرين قبالة مكان الاحتفال بعد دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى منع إقامة الحفل الذي روج نشطاء ومواقع إخبارية محلية أنه "حفل لعبدة الشيطان" في عمان.
وعيد الهالوين يعني "عيد كل القديسين"، وهو عادة انتشرت في بعض الدول الغربية يتم من خلالها الاحتفال بفصل الخريف، وفيه يتنكر المحتفلون بأزياء الساحرات والأشباح. ووسط توتر عم المكان اضطرت قوات الأمن إلى إغلاق الشوارع المؤدية إلى الاحتفال، خاصة بعد أن بدأ الشبان الغاضبون يحاولون الوصول إلى مكان الحفل.
ورشق العشرات من الشبان مكان الحفل بالحجارة، لكن قوات الدرك قامت بتفريقهم بعد أن تمكنوا من الوصول إلى خيمة أقيمت أمام مكان الحفل وأضرموا النار فيها لينتهي الحفل عند هذا الحد. وأدى الحفل إلى حالة من التوتر في ضاحية عبدون ظلت حتى ساعات الصباح الأولى وسط تجمع لأعداد متزايدة من المواطنين مع تناقل أخبار الحفل ووجود من وصفوا عبر هذه المواقع بأنهم "عبدة الشيطان" في المكان.
وزاد من حجم الاهتمام بالحفل شيوع أخبار عن وجود شخصية رسمية رفيعة المستوى في الحفل وهو ما لم تتمكن الجزيرة نت من التأكد منه بعد اتصالات مع مصادر رسمية وغير رسمية عديدة.
جماعة الإخوان المسلمين انتقدت الحفل والسماح به !!
فقد هاجمت جماعة الإخوان المسلمين بشدة الحفل والسماح به في بلد "ينتسب لبيت النبوة الطاهر" في إشارة مباشرة إلى العائلة الهاشمية المالكة. واستنكرت الجماعة في بيان لها اليوم الجمعة ما سمته "التسهيلات ومنح التراخيص الرسمية لمثل هذه الأوكار والحماية الأمنية الرسمية لهؤلاء الغرباء على مجتمعنا وأخلاقنا ومعتقداتنا".
وتساءلت الجماعة عن "حقيقة الأنباء التي تؤكد وجود شخصيات رفيعة المستوى في هذه الطقوس الشاذة والغريبة أيضا". وجاء في البيان "ونسأل من يعنيه الأمر، هل هذه السلوكيات الفاجرة تليق ببلد ينتسب إلى بيت النبوة الطاهر أو تراعي معاناة المواطنين المسحوقين تحت وطأة الفقر والجوع والحرمان أو تعبر عن معنى المسؤولية الشرعية والأخلاقية في بلد يئن من أزمات متعددة في السياسة والاقتصاد كما في الإدارة والمسؤولية".
ودان بيان الإخوان المسلمين "الاعتداء الأمني الآثم على المتظاهرين الأحرار الذين خرجوا فورا ليعبروا عن مكنونات الشارع الأردني برفض هذه الأفعال الشاذة"، وتساءل في الوقت ذاته عن "دور وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء والمنظرين أمام هذه الحالة التي يتحمل فيها كل المسؤولين وصناع القرار مسؤولية هذا الاستفزاز والاستهتار بالشرائع ويضيفون أزمة أخلاقية واجتماعية بالإضافة للأزمات السياسية والاقتصادية والتربوية التي يعاني منها الأردن".
ودعت الجماعة إلى محاسبة ومحاكمة كل من وافق أو سهل القيام بهذا الفعل "الشنيع"، كما طالبت بمكافحة هذه الظاهرة ومنع انتشارها. الحفل اعتيادي ولا يوجد فيه أي طقوس لعبدة الشيطان (...) وهو حفل مثله مثل أي حفلات تقام بمناسبات شرقية وغربية لأعداد محدودة من المحتفلين "
المسؤول ألاردني والصمت الرسمي !
وعلى المستوى الرسمي، فضل مسؤولون حكوميون اتصلت بهم الجزيرة نت عدم التعليق على انتقادات جماعة الإخوان المسلمين، ووصفت هذه المصادر الانتقادات بأنها تأتي في باب السجال السياسي ومحاولة تجيير الأحداث في البلاد لصالح وجهة نظر المعارضة.
واعتبر مصدر رسمي رفيع للجزيرة نت أن الحفل "اعتيادي ولا يوجد فيه أي طقوس لعبدة الشيطان (...) وهو حفل مثله مثل أي حفلات تقام بمناسبات شرقية وغربية لأعداد محدودة من المحتفلين". وأبلغ المصدر -الذي فضل عدم ذكر اسمه- الجزيرة نت بأن الحكومة لم تتوقف كثيرا عند الحفل وأن المواطنين الذين حاولوا مهاجمته "عبروا عن وجهة نظر مضادة لمثل هذه الاحتفالات".
وكان نشطاء ومواطنون قد تناقلوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما اعتبروه رفضا من قبل ضباط في الأمن لوجود الحفل وأن هؤلاء كانوا يلحون على منظمي الحفل إنهاءه في أسرع وقت نظرا للغضب الذي عبر عنه شبان وصف النشطاء غالبيتهم بأنهم "غير متدينين".
مشاركة العضو / قنديل