وسط جهود الملك عبدالله للقضاء على الفقر إلا أن معدلات الفقر تدق ناقوس الخطر داخل المملكة العربية السعودية وتزداد كل يوم وسط صمت رهيب من قبل المسؤولين ,, وإن ذهب المواطن الفقير يطالب بحقه عند المسؤول اكتشف ان ذاك المسؤول هو المتسبب في فقره بل أنه احيانا يستمتع ويطرده كما فعلت القنصلية السعودية بالمواطن السعودي علي المجرشي وزوجته و7 من أطفاله الذين يقتاتون على ما يحصل عليه من بيع العلب الفارغة، وبقايا الطعام،وصدقات المغتربين العرب في أمريكا ,, فلم ينل سوى الوعود وأوامر علاجية لم تستكمل وتحويل للعلاج من جهة إلى أخرى” حسب ما نشرته صحيفة الوطن, فكان نصيبة استهتار الملحق الصحي في أمريكا وكندا سليمان الشعيبي به والذي طالبه بأن يتقدم بمعروضه الى قناة – سي ان ان – لعلاج أبناءه، وموقف القتصل العام في لوس نجلوس الذي بخل عليه بـ 5 دولارات يسد بها جوعه وجوع أبناءه .
وايضا نشرت صحيفة سبق السعودية قصة رجل سعودي أجبر بناته الأربع وأمهن على ممارسة الرذيلة مقابل المال لما وصل به الحال من الفقر ,, وكما تناقلت ايضا بعض الصحف الالكترونية قصص كثيرة ممن يبيع كليته مقابل الحصول على قوت اسرته والكثير من القصص المدمية للقلوب ,,
واليوم أظهر فيلم قصير نشره أحد المبدعين على اليوتيوب عبارة عن أربعة شبّان سعوديين يعملون فنيين لدى دائرة حكومية ويشكون معاناتهم التي امتدت منذ خمس سنوات مع رواتبهم المتدنية (1200) ريال، ولم تتغير. الفيديو استعرض الورشة الفنية التي يصنعون فيها الحياة، من خلال صناعاتهم للمستلزمات المدرسية، من كراسي وطاولات وطباعة للكتب والورقيّات، بالإضافة إلى حديث بعضهم عن معاناتهم مع مؤسسة التشغيل ورواتبهم المتدنية.
كل صباح، يتجه ثمانية شبّان سعوديون إلى إدارة المستلزمات التعليمية بمنطقة عسير, يحملون مع أحلامهم الكبيرة في مستقبل مشرق، مع ما تعلموه من مهنٍ فنية في المعاهد الصناعية الحكومية، ليمارسوها في إدارة حكومية أيضا على مدى سنين لا تنقص عن الخمس دون أن يتحسن مستواهم المادي أو الوظيفي، أو أن يتم تثبيتهم في وظائف رسمية تابعة لإدارة التربية والتعليم في منطقة عسير.
الراتب المتدني يجعل من حقيقة صبرهم عليه طوال هذه السنين قصة أقرب إلى الخيال. لكن هذا ما حدث بالفعل. فالأربعة شبان الذين ظهروا في هذا الفيلم، لم يكونوا سوى نصف العدد الحقيقي لمن يعيشوا هذه المأساة. فهم ثمانية فنيين، يعملون لدى مؤسسة تشغيل تتعاقد معها إدارة التعليم في عسير منذ سنين طويلة، لا هي عدّلت في رواتبهم، ولا إدارة التعليم استطاعت أن تفرض عليها شروطا تكفل للمهنيين الثمانية حقهم في الحد الأدنى من رواتب السعوديين الذي قرره خادم الحرمين الشريفين بمرسوم ملكي قبل عدة أشهر.
والغريب أننا بالسؤال عن السبب في عدم ظهور البقية في مقطع الفيديو، علمنا أنهم خائفون من المساءلة، ومن ثم فقدان هذه الوظيفة التي لا توفرهم لهم أصلا مقومات “الكفاف” بحسب رأيهم. ولم يدّخر الفنيون الشباب أي جهد في إيصال أصواتهم للجهة المسؤولة عن أوضاعهم داخل المؤسسة التعليمية.
فقد بعثوا بالخطاب تلو الخطاب، إلى مدير تعليم عسير دون جدوى. وقد أوضح أكثر من مدير مباشر لهم، في إدارة المسلتزمات المدرسية في عسير لأكثر من مدير تعليم للمنطقة مأساة هؤلاء الشباب، وحاجة الإدارة لهم، وما يتمتعون به من سيرة حسنة ومهنية عالية. إلا أن جميع ذلك كان يبوء بالفشل في آخر الأمر. حتى بلغ بهم سوء الحال، واليأس من إدارة التعليم إلى الذهاب إلى الوزارة في الرياض، وإدارة شؤون الموظفين هناك، ولكن هذه المحاولة أيضا باءت بالفشل.
ومازال الشبان الثمانية إلى هذه اللحظة، في انتظار رحمة تنزل عليهم من السماء، بعد أن يئسوا من المطالبة ومراجعة المسؤولين طوال خمس سنين مضت. وما يزيد المعاناة ويضاعفها، هو أن منهم من هو متزوج، ولديه أبناء، ومنهم من يعول أسرة، ولا يمكن لمن يسمع بهذا أن يتخيل أحد بهذه الرواتب المتدنية يستطيع العيش على الكفاف وهو وحده فكيف بالمتزوج والأب، أو من يعول أسرة.
حيث يحكي فنّي الدهان والنجارة “تركي القحطاني” وهو متزوج وأب لطفلتين، معاناته القاسية مع الحياة بهذا الراتب الزهيد، قائلا “لا أعرف كيف أواجه المستقبل بهذا الراتب، ولا أعرف أي مستقبل مجهول ينتظر بناتي ووالدهم يعمل طوال هذه السنين مقابل راتب ثابت لا يزيد عن 1200 ريال” وأضاف “حين دخلت المعهد الثانوي الصناعي كنت متفائلا بمستقبلي، وكان الجميع يراهن على مستقبل الفنيين السعوديين، إلا أنني اليوم أقولها بكل صدق، ندمت ندما شديدا على دخولي المعهد”.
وفي ذات الشأن، شأن الدراسة الفنية والتخصص المهني، يؤكد زميله “محمد مروعي” وهو فني لحام وصيانة طفايات الحريق، أنه لو أعطي فرصة للرجوع بالزمن إلى اللحظة التي أحب فيها العمل المهني ودخل بسببه إلى المعهد الصناعي، فلن يفعل ذلك على الإطلاق، ويقول “إن تخصصاتنا المهنية التي كنا نراهن على مستقبلها ومستقبلنا معها، خذلتنا وخيّبت كل آمالنا”.
وطالب من جهته فني النجارة “سعد الأحمري” بتدخل المسؤول في حل أزمتهم التي أُحبطت كل محاولاتهم الشخصية والرسمية في حلها، وقال بنبرة منفعلة “نحن فنيون سعوديون، شباب، لدينا أحلام وطموحات ضاعت وتبددت في أروقة إدارة التعليم والوزارة، ولم يلتفت لمعاناتنا إلا مدرائنا المباشرون، الذين تعاقبوا على معاناتهم واحدا تلو الآخر، وبعثوا بالخطابات التي تطالب بتعيننا إلا أنهم لم يستطيعوا حل هذه المشكلة”.
وقال الأحمري إن إدارة التعليم في عسير، تردّ على مطالباتهم في كل مرة بعذر واحد هو عدم وجود وظائف، وأضاف “إلا أننا نفاجأ بعد فترة من رفض مطالباتنا بتعيين موظفين جدد في وظائف نحن أولى بها من غيرنا”. ومدير المستلزمات التعليمية بعسير علي محمد سعيد قال لـ “أنحاء” إنه يعلم بمعاناة هؤلاء الشباب وقد فعل كل ما عليه، برفع الخطابات بخصوص معاناتهم. مشيرا إلى أن موضوع توظيفهم رسميا بيد إدارة التعليم، وقال “إحيلكم إلى إدارة التعليم لتتبينوا الأمر من المسؤول”.
مشاركة العضو / عدنان العمري ( كما احب ان يطلق على اسمه واحد من الملايين من العاطلين السعوديين )