مؤسسة المرشد الأعلى تراه الأنسب لأنه الأضعف والأكثر طاعة |
تثور ضجة في طهران حول مخطط سياسي يطبخ في الكواليس ويستهدف الالتفاف على القانون قصد السماح للرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد بتجاوز مدده الرئاسية، في استلهام واضح للتجربة الروسية في المجال والتي سمحت لبوتين بالعودة إلى الرئاسة مجددا بعد أن كان سلمها "وديعة" إلى حين بيد "تلميذه" المخلص ديمتري ميدفيديف.
واتهم نائب إيراني بارز أمس الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد بمحاولة تنفيذ خطة مثل التي نفذها الرئيس الروسي فلادمير بوتين والالتفاف حول نص دستوري يحدد فترات الرئاسة والعودة للحكم عام 2017. ومن شأن خطوة نجاد هذه أن تثير الشارع الإيراني على نطاق واسع وهو الذي رفض أصلا ترشحه لولايته الرئاسية الحالية، حين شهدت المدن الإيرانية غليانا غير مسبوق وثورة قادها دعاة الإصلاح وأفضت بكثير منهم إلى السجون.
ويرجّح أن لا تكون خطوة نجاد هذه مجرّد رغبة شخصية منه بقدر ما هي شغل مؤسسة الحكم التي تريد ضمان الاستمرارية في سياساتها، خصوصا في ظل ما يبديه أحمدي نجاد الذي يوصف بـ"الضعيف" من مطواعية لأوامر كبار المؤسسة وعلى رأسهم المرشد الأعلى علي خامنائي.
ويعتبر خامنائي الحاكم الفعلي لإيران من وراء الستار حيث يتمتع بسلطة دنيوية دينية ممتزجة لا ترقى لها سلطة. ورضاه أمر ضروري لأي شخص لتولي منصب الرئيس في البلاد. وكثيرا ما يربط ملاحظون حرص حكام طهران على الحفاظ على السلطة بأيدي مقربين بالملف النووي الإيراني الذي ينطوي على الكثير من الأسرار، ومن ثم لا يريدون، قبل الحصول على سلاح نووي، وجود رئيس سابق خال من المسؤوليات وقد يفشي بعض الأسرار. كما لا يريدون تولي رئيس من خارج دائرة المولاة التامة قد لا يكون مقتنعا بجدوى السلاح النووي، وقد يفرط في المشروع تحت ضغط ظروف أخرى مغايرة.
وكما هي الحال في روسيا فإن الدستور الإيراني يمنع تولي شخص واحد الرئاسة ثلاث فترات متتالية. وهذا يعنى أن أحمدى نجاد لا يستطيع أن يخوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل ولكن يستطيع أن يخوض انتخابات 2017. ويقول منتقدو أحمدى نجاد إنه يفكر في أن يفعل مثل بوتين الذي جعل دميترى ميدفيديف حليفه المقرب يتولى منصب الرئيس بعد فترة ولايته الثانية قبل أن يتولى مقاليد السلطة مرة أخرى.
وحظيت التكهنات بشأن خطط أحمدى نجاد بزخم عقب حوار تلفزيوني سئل فيه بشأن عامه الأخير في منصب الرئيس حيث أجاب :" كيف تعلم إنه سوف يكون العام الأخير , وقال النائب محمد دهقان وهو أيضا عضو الهيئة الرئاسية بـمجلس الشورى الإسلامي لوكالة مهر الإيرانية للأنباء إن أحمدى نجاد يستخدم حديثه التلفزيوني "كبرنامج لحملته الانتخابية ولشرح خطته المماثلة لخطة بوتين -ميدفيديف" بدلا من "التحدث بشأن مشاكل البلاد الرئيسية مثل التضخم".
وأضاف دهقان "أنه يتعين على الرئيس أن يعلم أنه ليس بوتين وأنه ليس لديه شخص مؤهل بشكل كاف للعب دور ميدفيديف". وقد أثيرت تكهنات بشأن إمكانية أن يحل اسفنديار رحيم مشائي رئيس ديوان أحمدي نجاد محله مؤقتا في منصب الرئيس. ويشار إلى أن مشائى أقرب المستشارين للرئيس الإيراني . وابنته متزوجة من ابن أحمدى نجاد . وقال دهقان فى إشارة إلى مشائي "الشخص الذي يفكر فيه أحمدي نجاد لا يحظى بأي تأييد من جانب الرأي العام في إيران"
مشاركة العضو المغترب / بيدور