المقالات التي تعدد التقدم في حقوق المرأة في المملكة العربية السعودية، حتى الآن، تميل لتكون قصيرة نوعاً ما. لم يكن هناك الكثير مما يكتب عن: لم يكن للمرأة السعودية الكثير من الحقوق، على الأقل ليس من حيث ما يفهم الغربيون عادة مثل حق التصويت، حق القيادة، حق السفر من دون ولي أمرها. ولكن مع المرسوم الملكي للملك عبدلله يوم الأحد 25 سبتمبر والذي يقضي بمنح المرأة حق التصويت في انتخابات البلاد، كان هناك نهر من التعليقات حول هذا الإصلاح في سياق الاضطرابات في أماكن أخرى من العالم العربي.
مرسوم الملك عبدلله، بلا شك، هو تغيير. وقد يكون تقدّم. ولكن بعض الحذر ضروري. وفي الواقع لن يسمح للمرأة بالتصويت لحين إجراء الانتخابات عام 2015 حيث سيتم السماح لهم بالترشح.
التأخير قد يهم. الملك عبدلله بعمر 88 عام، وكان في رحلة علاجية منذ أشهر، وولي العهد الأمير سلطان بعمر 87 عام أيضاً يقيم حالياً في أحد مستشفيات مدينة نيويورك، وكلاهما يحمل أجندة إصلاحية لمجتمعه قد لا تتوفر فيمن هو بعدهما. العاهل السعودي حاول ردم هذه الفجوات من خلال رسم التغيير على أنه متوافق تماماً مع التقاليد الإسلامية. حيث قال "كل الناس يعرفون أنه كان للمرأة المسلمة مواقف لا يمكن تهميشها في التاريخ الإسلامي"، وتحدث عن مساهمات المرأة منذ زمن النبي محمد.
هذا الإصلاح، مع ذلك، كان استثناء أكثر من قاعدة. في الواقع، المجتمع المتمسك ببعض التقاليد، وبعض (القوى) الإسلامية تستغل ذلك على الدوام، وهم دائما ما يتقنون مع شيء من الدعم الرسمي إفساد او تعطيل شيء من قرارات ملكية إصلاحية؛ فما كانت 24 ساعة تمضي على قرار الملك السابق إلا واعلن قاض شرعي في مدينة جدة حكماً بالجلد (10 جلدات) على فتاة قامت بقيادة سيارتها في شوارع المدينة، ولقد سارع الملك لوقف التنفيذ، وبالمناسبة فإن أحد المواطنين هو من أبلغ الجهات المختصة، وبالمناسبة أيضاً، بالرغم من التعليقات العديدة التي رافقت قرارات الملك في الصحف الغربية إلا أن هذا صورة فتاة الجلد وقصتها، والعشر جلدات كانت على الصفحة الأولى لصحيفة الغارديان المستقلة.
عموما، قيادة المرأة ستكون خطوة سهلة التحقق متى تم تشريع قوانين واضحة لحماية المرأة من الاعتداء، وقد اعتبر أحد الفقهاء في حديثه لـ(بانوراما عربية) ذلك بنداً يسمى "فتنة الوثوب"، مع تأكيده على "غرامة مالية تحرج جيوب السعوديين".
............
